قوله: { بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ }: مصدرٌ مضافٌ لمفعولِه، والفاعلُ محذوفٌ أي: بأَنْ سَأَلك نعجَتك، وضُمِّنَ السؤالُ معنى الإِضافةِ والانضمامِ أي: بإضافةِ نعجتِك على سبيل السؤال، ولذلك عُدِّي بـ إلى.
قوله: "لَيَبْغي" العامَّةُ على سكونِ الياءِ وهو مضارعٌ مرفوعٌ في محلِّ الخبرِ لـ "إنَّ" وقُرِئ "لَيَبْغيَ" بفتح ياءَيْه. ووُجِّهَتْ: بأن الأصلَ: لَيَبْغِيَنْ بنونِ التوكيد الخفيفة والفعل جواب قسم مقدر، والقسم المقدر وجوابه خبر إنَّ تقديره: وإن كثيراً من الخلطاء والله ليبغين، فحُذِفَت كما حُذِفَ في قوله:
3862 ـ اضْرِبَ عَنْك الهمومَ طارِقَها ........................
وقُرِئ "ألم نَشْرَحَ" بالفتح وقوله:
3863 ـ مِنْ يومِ لم يُقْدَرَ أو يومَ قُدِرْ
بفتح الراء. وقُرِئَ "لَيَبْغِ" بحَذْف الياء. قال الزمخشري: "اكتفى منها بالكسرة" وقال الشيخ: "كقوله:
3864 ـ محمدُ تَفِدْ نفسَك كلُّ نَفْسٍ .............................
يريد "تَفْدِي" على أحدِ القولين" يعني: أنه حذفَ الياءَ اكتفاءً عنها بالكسرةِ. والقول الثاني: أنه مجزومٌ بلامِ الأمرِ المقدرةِ. وقد تقدَّم هذا في سورة إبراهيم عليه السلام، إلاَّ أنَّه لا يتأتَّى هنا لأنَّ اللامَ مفتوحةٌ.
قوله: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } استثناءٌ متصلٌ مِنْ قولِه: "بعضهم" وقوله: "وقليلٌ" خبرٌ مقدمٌ و"ما" مزيدةٌ للتعظيم. و"هم" مبتدأ.
قوله: "فَتَنَّاه" بالتخفيفِ. وإسنادُه إلى ضميرِ المتكلمِ المعظِّم نفسَه قراءةُ العامَّةِ. وعمرُ بن الخطاب والحسن وأبو رجاء "فَتَّنَّاه" بتشديد/ التاء وهي مبالغةٌ. وقرأ الضحاك "أفتنَّاه" يُقال: فَتَنَه وأَفْتَنَه أي: حَمَله على الفتنةِ. ومنه قولُه:
3865 ـ لَئِنْ فَتَنَتْنِيْ لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ .......................
وقرأ قتادةُ وأبو عمروٍ في روايةٍ "فَتَناه" بالتخفيف. و"فتنَّاه" بالتشديد والألفُ ضميرُ الخصمين. و"راكِعاً" حالٌ مقدرةٌ، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ لظهورِ المقارنة.