التفاسير

< >
عرض

وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
١٢٩
-النساء

الدر المصون

قوله تعالى: { كُلَّ ٱلْمَيْلِ }: نصبٌ على المصدرية، وقد تقرر أن "كل" بحسَبِ ما تُضاف إليه، إنْ أضيفت إلى مصدر كانت [مصدراً]، أو ظرفٍ أو غيره فكذلك. قوله: { فَتَذَرُوهَا } فيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب بإضمارِ "أَنْ" في جواب النهي، والثاني: أنه مجزوم عطفاً على الفعل قبله أي: فلا تذروها، ففي الأول نَهْيٌ عن الجمع بينهما، وفي الثاني نهيٌ عن كلٍّ على حِدَتِه وهو أبلغُ، والضميرُ في "تَذَروها" يعود على المميلِ عنها لدلالة السياق عليها. قوله: { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } حال من "ها" في "تَذَروها" فيتعلق بمحذوف أي: فتذروها مشبهةً المعلقة، ويجوز عندي أن يكون مفعولاً ثانياً لأن قولك: / "تذر" بمعنى "تترك" وتَرَكَ" يتعدَّى لاثنين إذا كان بمعنى صيَّر.