التفاسير

< >
عرض

أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ
١٩٥
-الأعراف

الدر المصون

قوله تعالى: { يَبْطِشُونَ }: العامة على كسر الطاء من بطش يبطِش. وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع في رواية عنه: "يَبْطُشون" بضمها وهما لغتان. والبطش: الأخذ بقوة.
قوله: { ثم كيدوني } قرأ أبو عمرو: "كيدوني" بإثبات الياء وصلاً وحَذْفِها وقفاً. وهشام بإثباتها في الحالين. والباقون بحذفها في الحالين، وعن هشام خلافٌ مشهور. وقال الشيخ: "وقرأ أبو عمرو وهشام بخلاف عنه "فكيدوني" بإثبات الياء وصلاً ووقفاً" قلت: أبو عمرو لا يثبتها وقفاً البتة، فإن قاعدَته [في] الياءات الزائدة ما ذكرته لك. وفي القراءة "فكيدوني" ثلاثةُ ألفاظٍ: هذه وقد عُرف حكمُها، وفي هود [الآية: 55]
{ { فَكِيدُونِي جَمِيعاً } أثبتها القُرَّاء كلهم في الحالين، وفي المرسلات [الآية: 39]: { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } حَذَفَها الجميعُ في الحالين، وهذا نظير ما مرَّ بك من لفظة { { وَٱخْشَوْنِي } [البقرة: 150] فإنها في البقرة ثابتةٌ للكل وصلاً ووقفاً، ومحذوفةٌ في أول المائدة، ومختلف فيها في ثانيتها.