{ أُمَّةً وَٰحِدَةً } أي متفقين في الدين، وقيل: كفاراً في زمن نوح عليه السلام، وقيل: مؤمنين ما بين آدم ونوح، أو من كان مع نوح في السفينة وعلى ذلك يقدر: فاختلفوا بعد اتفاقهم، ويدل عليه أمّة واحدة فاختلفوا { ٱلْكِتَٰبَ } هنا: جنس أو في كل نبيّ وكتابه { وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ } الضمير المجرور يعود على الكتاب، أو على الضمير المجرور المتقدم، وقال الزمخشري: يعود على الحق، وأما الضمير في أوتوه، فيعود على الكتاب، المعنى: تقبيح الاختلاف بين الذين أوتوا الكتاب بعد أن جاءتهم البينات { بَغْياً } أي حسداً أو عدواناً، وهو مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال { فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني؛ أمّة محمد صلى الله عليه وسلم { لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } أي للحق لما اختلفوا فيه فما بمعنى الذي وقبلها مضاف محذوف، والضمير في اختلفوا لجميع الناس، يريد اختلافهم في الأديان، فهدى الله المؤمنين لدين الحق، وتقدير الكلام: فهدى الله الذين آمنوا لإصابة ما اختلف فيه الناس من الحق، ومن في قوله من الحق لبيان الجنس؛ أي جنس ما وقع فيه الخلاف { بِإِذْنِهِ } قيل: بعلمه، وقيل بأمره.