{ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي المنافقين { لإِخْوَانِهِمْ } هي أخوة القرابة، لأن المنافقين كانوا من الأوس والخزرج، وكان أكثر المقتولين يوم أحد منهم، ولم يقتل من المهاجرين إلاّ أربعة { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي سافروا وإنما قال: إذا التي للاستقبال مع قالوا، لأنه على حكاية الحال الماضية { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } جمع غاز وزنه فُعَّل بضم الفاء وتشديد العين { لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا } اعتقاد منهم فاسد؛ لأنهم ظنوا أن أخوانهم لو كانوا عندهم لم يموتوا ولم يقتلوا، وهذا قول من لا يؤمن بالقدر والأجل المحتوم، ويقرب منه مذهب المعتزلة في القول بالأجلين { لِيَجْعَلَ } متعلق بقالوا. أي قالوا ذلك فكان حسرة في قلوبهم، فاللام لام الصيرورة لبيان العاقبة { ذٰلِكَ } إشارة إلى قولهم واعتقادهم الفاسد الذي أوجب لهم الحسرة، لأن الذي يتيقن بالقدر والأجل تذهب عنه الحسرة { وَٱللَّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } رد على قولهم واعتقادهم { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ } الآية إخبار أن مغفرة الله ورحمته لهم إذا قتلوا وماتوا في سبيل الله خير لهم مما يجمعون من الدنيا { وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ } الآية إخبار أن من مات أو قتل فإنه يحشر إلى الله.