التفاسير

< >
عرض

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
٣٥
-يونس

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ }؛ أي قل هل مِن آلهتِكم مَن يهتدي إلى الرُّشدِ، وما فيه صلاحٌ لَهم، { قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ }؛ أي الرَّشَادِ وما فيه صلاحُ الإنسانِ، يقالُ: هُدِيتُ إلى الحقِّ، وهُدِيتُ لِلحَقِّ بمعنًى واحد.
وقولهُ تعالى: { أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } معناهُ: أفمَن يدعو إلى عملِ الحقِّ أحقُّ أن يطاعَ ويُعمَلَ بأمرهِ، أمَّن لا يهتدِي طريقاً إلا أن يُحمل فيُذهبَ به حيث يرادُ، يعني الأصنامَ، كأنه قالَ: إن "الأصنام" التي يعبدونَها مِن دون الله لا تَهتدي بأنفُسِها إلا أنْ يهدى بها عند غيرِها.
واختلفَ القُرَّاء في قولهِ: { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ }، وأجودُها قراءَتان: (يَهَدِّي) فتح الهاء، و(يَهِدِّي) بكسرِِ الهاء، والأصلُ في ذلك يهتَدِي أُدغمت التاءُ في الدَّال، وطُرِحَ فتحُها على الهاءِ، وكُسرت الهاءُ لالتقاء السَّاكِنَين.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }؛ معناهُ: أيُّ شيءٍ لكم في عبادةِ الأوثان؟ فيكفَ تقضون لأنفُسِكم، فتعبدُون مَن لا يستحقُّ العبادةَ؟