التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
١١٧
-هود

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } أي لم يكن ليُهلِكَ أهلَ القرى بظُلمٍ منهُ عليهم إذا كان أهلُها مصلحين، ولكن إنَّما كان أهلَكَهم بظُلمِهم لأنفسهم. وعن ابنِ عبَّاس رضي الله عنه أنَّ معناهُ: (مَا كَانَ لِيُهْلِكَ أهْلَ الْقُرَى بشِرْكِهِمْ وَهُمْ مُصْلِحُونَ، يَتَعَاطَوْنَ الْحَقَّ بَيْنَهُمْ، أيْ لَيْسَ مِنْ سَبيلِ الْكُفَّارِ إذا قََصَدُواْ الْحَقَّ فِي الْمُعَامَلَةِ، وَتَرْكِ الظُّلْمِ أنْ يُنْزِلَ اللهُ بهِمْ عَذاباً يُهلِكُهُمْ). والمعنى: ما كان اللهُ ليُهلِكَهم بشِرْكِهم، وهم مُصلِحون ما بينهم لا يتظالَمون ويتعاطَون الحقَّ بينهم، وإنما يهلِكُهم إذا تظَالَموا؛ لأنَّ مكافأةَ الشِّركِ النارُ؛ أي إنما يُهلِكُهم بزيادةِ المعصية على الشِّرك، كما في قومِ لُوطٍ وقومِ صالح وقومِ موسى وغيرهم.