التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٦٩
-يوسف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ }؛ أي ضَمَّ أخاهُ بنيامين إلى نفسهِ، وَقِيْلَ: أذِنَ له بالدُّخولِ عليه، وجَلَسَ إخوتهُ بالباب، فلما دخلَ عليه قالَ: ما اسْمُكَ؟ قال: بنيَامِينَ، قال: مَا اسمُ أُمِّكَ؟ قال: رَاحِيل، قال: فهَلْ لَكَ والدٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: هل لك إخوةٌ من أبيكَ؟ قالَ: عشرةٌ، فقال: هل لكَ أخٌ من أُمِّكَ؟ قال: كانَ لِي أخٌ من أُمِّي هَلَكَ، قال: أُحِبُّ أنْ أكونَ أخاكَ بدلَ أخِيكَ الهالِكَ؟ فقال: أيُّها الملِكُ ومَن يجدُ أخاً مثلكَ؟ لكن لَمْ يَلِدْكَ يعقوبَ ولا راحيلُ.
فخَنقَتْ يوسفُ العبرةَ، فبَكَى ثم وثبَ إليه فَاعتنَقَهُ، و{ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ }؛ وبكَى كلُّ واحدٍ منهما، ثم أعلَمَهُ يوسف أنه سَيحتَالُ في إحباسهِ عنده، ثم أذِنَ لإخوتهِ بعدَ ذلك في الدُّخولِ عليه.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }؛ أي لا تَحْزَنْ بما كانوا يعمَلون بي وبكَ مِن حَسدِنَا، وصَرْفِ وجهِ أبينَا عنَّا. فقد جمعَ اللهُ بيني وبينكَ، وأرجُو أن يجمعَ اللهَ بيننا وبين يعقوب، ثم أوْفَى يوسفُ لإخوتهِ الكيلَ.