التفاسير

< >
عرض

أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
١٠٨
-البقرة

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ }؛ قال ابن عباس: (نَزَلَتْ فِي عَبْدِاللهِ بْنِ أبي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ وَفِي رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ أتَوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَالُواْ: يَا مُحَمَّدُ إجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَباً وَوَسِّعْ لَنَا أرْضَ مَكَّةَ، وَفَجِّرِ الأنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيْراً، وَنَحْنُ نُؤْمِنُ بكَ. وَقَالُواْ أيْضاً: { { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً } [الإسراء: 90-91] فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ). ومعناها: أتريدون، والميم صلةٌ. وقيل: معناها: بل؛ وسألوا رؤيةَ اللهِ كما سألهَا السبعونَ رجلاً من بني إسرائيل موسَى. وقوله: { رَسُولَكُمْ } بمعنى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ }؛ أي من يختارُ الكفرَ على الإيْمان ويستبدلهُ به، { فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }؛ أي أخطأَ قصد الطريق.