التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
١٦
-البقرة

التفسير الكبير

قولهُ عَزَّ وَجَلَّ: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } أي أخَذُوا الضَّلالةَ وتَرَكُوا الْهُدَى؛ واختارُوا الكفرَ على الإيْمانِ. وإنَّما أخرجهُ بلفظ الشراءِ والتجارة توسُّعاً؛ لأن الشراءَ والتجارة راجعان إلى الاستبدالِ والاختيار؛ لأنَّ كل واحدٍ من المتبايعَين يختارُ ما بيد صاحبهِ على ما في يدهِ. قوله عَزَّ وَجَلَّ: { فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ }؛ أي فمَا ربحُوا في تجارتِهم؛ تقولُ العرب: رَبحَ بيعُك وخَسِرَتْ صفقتُك؛ ونامَ ليلُك؛ تَوَسُّعاً. قَالَ اللهُ تَعَالَى: { { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } [محمد: 21]. وقرأ ابنُ أبي عَبْلَةَ: (فَمَا رَبحَتْ تِجَارَاتُهُمْ) على الجمعِ. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }؛ أي من الضَّلالةِ؛ وَقِيْلَ: معناهُ وما كانُوا مُصِيبينَ في تِجارتِهم.