التفاسير

< >
عرض

يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٠
-البقرة

التفسير الكبير

قوله عَزَّ وَجَلَّ: { يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ }؛ أي يختلِسُ أبصارَ المسافرين من شدَّة ضوئهِ؛ كذلكَ البيانُ من القُرْآنِ يكادُ يذهبُ بأبصارِ المنافقين؛ فيأخذُهم إلى اللهِ لَمَّا قَلَبُوا الدينَ. ومعنى { يَكَادُ } أي يقربُ من ذلك ولَم يفعل. وقرأ ابن أبي إسحاقَ: (يَخَطَّفُ) بنصب الخاء وتشديدِ الطاء؛ أي يَخْتَطِفُ؛ فَأُدْغِمَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ }؛ أي كلَّما أضاءَ البرقُ للمسافرين مَشَوا في ضوئهِ، { وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ }، بَقَوا في ظلمةِ القبرِ. وفي مصحف عبدِالله: (مَضَواْ فِيْهِ).
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ }. أي لذهبَ بسَمعِ المسافرين بالرعدِ وأبصارهم بالبرقِ؛ كذلك لو شاءَ الله لذهبَ بسمعِ المنافقين وأبصارهم بزجرِ القُرْآنِ ووعدهِ ووعيده والبيان الذي فيه وجعلَهم صُمّاً وعُمياً في الحقيقةِ عقوبةً لَهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }؛ أي مِن إذهاب السَّمعِ والبَصَرِ.