التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
٤٢
-البقرة

التفسير الكبير

قوله عَزَّ وَجَلَّ: { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ }، قال مقاتلُ: (وَذَلِكَ لأنَّ الْيَهُودَ أقَرُّواْ ببَعْضِ صِفَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَكَتَمُواْ بَعْضَهَا لِيُصَدَّقُواْ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ } الَّذِي تُقِرُّونَ بهِ وَتُبَيِّنُونَهُ { بِٱلْبَٰطِلِ } الَّذِي تَكْتُمُونَهُ. فَالْحَقُّ بَيَانُهُ وَالْبَاطِلُ كِتْمَانُهُ). وَقِيْلَ: معناهُ: لا تكتمُوا الحقَّ بالباطلِ هو إيْمانُهم ببعضِ ما جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكفرُهم ببعضهِ. { وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ }؛ يعني نَعْتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وصفتَهُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }؛ أي تعلَمُون أنه نبيٌّ مرسلٌ؛ وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ } يحتملُ أن يكون تكتُمُوا جزماً على النهي. ويحتملُ أن يكون نَصْباً على معنى: وأنْ تَكْتُموا؛ أي لا تجمَعُوا بين اللَّبس والكتمانِ، فهذا مثلُ:

لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْكَ إنْ فَعَلْتَ عَظِيْمُ

وقولهُ: { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ } أي لا تختَلِطوا، يقالُ: لَبَسْتُ عَلَيْهِ الأمرَ؛ أي خَلَطْتُهُ.