التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
٧٢
-البقرة

التفسير الكبير

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا }؛ يعني: عاميل. وهذه الآيةُ أوَّلُ القصَّة؛ ومعناها: وَاذْكُرُوا إذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّّارَأْتُمْ فِيْهَا؛ أيِ اخْتَلَفْتُمْ فِيْهَا، كذا قال ابنُ عبَّاس ومجاهد؛ ومنهُ قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "كُنْتَ خَيْرَ شَرِيْكٍ لاَ تُدَاري وَلاَ تُمَاري" . وقال الضحَّاك: (فَادَّارَأتُمْ فِيْهَا؛ أي اخْتَصَمْتُمْ). وقال عبدُالعزيز بن يحيي: (شَكَكْتُمْ). وقال الربيعُ: (تَدَافَعْتُمْ). وأصل الدَّرْئِ الدفعُ. يعني إلقاءَ ذاك على هذا؛ وهذا على ذاكَ يدافعُ كلُّ واحد عن نفسهِ كقوله: { { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } [الرعد: 22]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }؛ أي مُظْهِرُ ما كَتَمْتُمْ من أمرِ القاتلِ.