التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
٣٠
-الأنعام

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ }؛ أي لو ترى يا مُحَمَّدُ إذ حُبسُوا عند ربهم للسؤالِ والحساب. ويقال: عَرَفُوا ما وَعَدَهم ربُّهم من البعثِ والقيامة والجنَّة والنار. { قَالَ }؛ يقولُ الله تعالى لَهم: { أَلَيْسَ هَـٰذَا }؛ البعثُ والعذاب، { بِٱلْحَقِّ }؛ أي بالصِّدق، { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا }؛ إنهُ لَحَقٌّ؛ أي لَصِدْقٌ، { قَالَ }؛ يقولُ الله تعالى: { فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } في الدُّنيا.
وإنَّما ذكر الذوْقَ بمعنى الْخُلُودِ؛ لِيُبَيِّنَ أن حالَهم في كلِّ وقت كَحَالِ مَنْ يُعَذبُ بالعذاب المبتدأ. ومعنى { وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } أي على حُكْمِ ربهم وقضائهِ، فتقولُ لَهم الملائكةُ بأمرِ الله تعالى: ألَيْسَ هَذا العذابُ بالْحَقِّ، قَالُوا بَلَى وَرَبنَا إنه حقٌّ.