التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
١٠٣
-الأعراف

التفسير الكبير

قَوْلٌُهُ تَعَالَى: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا }؛ معناهُ: ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بعَدِ أولِئَكَ الرُّسُلِ الذين سَبَقَ ذكرُهم مُوسَى بدلائلنا وحُجَجِنَا من العَصَا واليدِ والطَّمْسِ وغير ذلك إلَى فِرْعَوْنَ وأشرافِ قومه. ويعني بالرُّسُلِ الذين بُعِثَ موسى مِن بعدِهم: نُوحاً؛ وهُوداً؛ وصَالِحاً؛ ولُوطاً؛ وشُعَيباً.
واسم (فِرْعَوْنَ) أعجميٌّ لا ينصرفُ؛ اجتمعَ فيه العِجْمَةُ والتَّعْرِيْفُ، وكانوا يُسَمُّونَ كلَّ مَن مَلَكَ مِصْرَ بهذا الاسمِ؛ واسْمُه: الوليدُ بنُ مصعبٍ، وكان من الْقِبْطِ، وعَمَّرَ أكثرَ من أربعمائةِ سنة. قَوْلُهُ تَعَالى: { فَظَلَمُواْ بِهَا } أي جَحَدُوا بالآياتِ. وسَماهُ ظُلْماً لأنَّهم جعلوا بَدَلَ وُجُوب الإيْمان بها الكُفْرَ، وذلك من أبْيَنِ الظُّلْمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ }؛ أي فانظر كيف صارَ آخرُ أمرِ المفسِدِينَ في العقاب. قال ابنُ عبَّاس: (كَانَ طُولُ عَصَا مُوسَى عَشْرَةَ أذرُعٍ عَلَى طُولِهِ، فَكَانَتْ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ، وََكَانَ يَضْرِبُ بهَا الأَرْضَ فَيَخْرُجُ بهَا النَّبَاتُ، وَيُلْقِيْهَا فَإذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى، ويَضْرِبُ بَها الْحَجَرَ فَيَتَفَجَّرُ، وَضَرَبَ بها بَابَ فِرْعَوْنَ فَفَزِِعَ مِنْهَا؛ فَشَابَ رَأْسُهُ؛ فَاسْتَحْيَا فَخَضَّبَ بالسَّوَادِ، وَأوَّلُ مَنْ خَضَّبَ بالسَّوَادِ فِرْعَوْنُ).