التفاسير

< >
عرض

وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ
١٩٨
-الأعراف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ }؛ أي كما أنَّها لا تَهدي غيرَها فلا تسمعُ الهدى، { وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ }؛ يا مُحَمَّدُ فاتحةٌ أعيُنهم نحوَكم يعني الأصنامَ ينظرون إليك، { وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }؛ وذلك أنَّهم كانوا يصوِّرُونَها فيجعلون لها أعيُناً وآذاناً وأرجُلاً، فإذا نظرَ الناظرُ اليها خُيِّلَ إليه أنَّها تنظرُ إليه وهي لا تبصرُ، أو كانوا يلطِّخُون أفواهَ الأصنامِ بالخلوف والعسَلِ، وكانت الذبابُ يجتَمِعن عليها، فلا تقدرُ على دفعِ الذُّباب عن أنفُسِها.
وقال بعضُهم: معناهُ: وتراهم كأنَّهم ينظُرون إليك كقوله تعالى:
{ وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } [الحج: 2] أي كأنَّهم سُكَارى، وقال مقاتلُ: (مَعْنَى قَوْلِهِ { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ } أي إنْ تَدْعُوا يَا مُحَمَّدُ أنْتَ وَالْمُؤْمِنُونَ كُفَّارَ مَكَّة إلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ، { وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } الْهُدَى).