التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٢٨
-الأعراف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا }؛ معناهُ: أنَّ كُفَّارَ مَكَّة كانوا إذا فَعَلُوا معصيةً يَعْظُمُ قُبْحُهَا نَحْوَ طوافِهم بالبيتِ عُرَاةً، وتحريْمِهم ما أحلَّ اللهُ تعالى من البَحِيْرَةِ والسَّائِبَةِ، قَالُوا: وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وأسلافَنا، { وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا }: أي بهذه الأشياءِ، { قُلْ }؛ لَهم يا مُحَمَّد: { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ }؛ أي لا يأمُرنا بالمعاصِي، { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } استفهامٌ بمعنى الإنكار على جهة إلزامِ الْحُجَّةِ؛ لأنَّهم إنْ قالوا: نقولُ على اللهِ ما لَمْ نَعْلَمْ، فَضَحُوا أنفسَهم، وإنْ قالوا: لا نقولُ على الله مَا لا نعلمُ، لَزِمَتْهُمْ الحُجَّةُ؛ لأنَّهم لم يكن لَهم حُجَّةٌ على ما قالُوا.