التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٥٩
-الأعراف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ }؛ وهو نوحُ بن لَمك بن متوشلخ بن أخنوخ، وهو إدْريْسُ. وكان نوحٌ نَجَّاراً بعثَهُ الله إلى قومهِ وهو ابنُ خمسين سنةً، { فَقَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ }؛ أي وَحِّدُوهُ وأطيعوهُ، ولا تعبدُوا معه غيرَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ }؛ قرأ أبو جعفرٍ ويحيى بن وثَّابٍ والأعمشُ والكسائيُّ: (غَيْرِهِ) بالخفضِ نَعْتاً للإِلهِ. وقرأ الباقون بالرفع على معنى: ما لكُمْ إلَهٌ غيرهُ. وَقِيْلَ: على نِيَّةِ التقديمِ وإن كان مؤخَّراً في اللفظِ؛ تقديرهُ: ما لكم غيرُ اللهِ من إلهٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }، معناهُ إنِّي أخَافُ عَلَيْكُمْ إنْ لم تُؤْمِنوا عَذابَ يَوْمِ القيامةِ. وقد يذكرُ الخوفُ ويراد به اليقينُ.