التفاسير

< >
عرض

وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦١
-الأنفال

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا }؛ معناهُ: فإنْ مالَتْ يهودُ بني قريظةَ إلى الصُّلح فمِلْ إليهم وصالِحْهم، فكان هذا قبلَ نُزولِ براءةَ، ثم نُسِخَ بقولهِ: { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5] وبقوله: { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } [التوبة: 29].
والسِّلْمُ والسَّلْمُ بالخفضِ والنصب، وإنما قال { فَٱجْنَحْ لَهَا } لأن السَّلم والْمُسَالَمَةَ بمعنى واحدٍ، فردَّ الكنايةَ إلى المعنى. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ }؛ أي ثِقْ باللهِ تعالى إنْ نَقَضُوا العهدَ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ }؛ بمقالَتِكم { ٱلْعَلِيمُ }؛ بما تفعلون.