التفاسير

< >
عرض

لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٤٢
-التوبة

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ }؛ اسمٌ كانَ مضمرٌ تقديرهُ: لو كان المدعوُّ إليه عَرَضاً قَرِيباً؛ أي غَنِيمَةً وسَفَراً سَهلاً لاتَّبَعُوكَ؛ أي لو عَلِمُوا أنَّهم يُصِيبُونَ مَغْنَماً لخرَجُوا معكَ، نزلَ هذا فيمَن تخلَّف من غزوةِ تبوك من المنافقين.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ }، أي لكن بعُدَت عليهم المسافةُ إلى الشَّام، { وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسْتَطَعْنَا }؛ في اعتذارِهم إليكم لو كان لنا سَعَةٌ في الزادِ والمال، { لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ }؛ في غَزاتِكم، { يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ }؛ بالأيمان الكاذبةِ والقعود عن الجهادِ، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }؛ أنَّ لهم سَعَةً في المالِ والزادِ وإنَّهم لكَاذِبون في هذا الاعتذارِ، وَقِيْلَ: معنى قولهِ: { وَسَفَراً قَاصِداً } أي مَوضِعاً قريباً.