التفاسير

< >
عرض

قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ
٥٩
-المائدة

تأويلات أهل السنة

قيل: { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ }: هل تطعنون علينا، وهو قول ابن عباس، رضي الله عنه.
وقيل: وهل تعيبون علينا.
وقال أبو عوسجة: { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ }، أي: تنكرون منا.
وهو يرجع إلى واحد.
والنقم: هو العيب والطعن، والانتقام: هو الانتصار، ومعناه: { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ }، أي: كيف تطعنون علينا وتعيبون، وأنتم ممن قد دعوتم إلى الإيمان بالله، والإيمان بما أنزل في الكتب، وأنتم ممن قد أوتيتم الكتاب، وفي كتابكم الإيمان بالله، والإيمان بالكتب كلها؛ فكيف تنكرون الإيمان بذلك كله، وتعيبون علينا، ولا تعيبون على أنفسكم بفسقكم وخروجكم عن أمر الله تعالى، وعما أمركم كتابكم ودعاكم إليه، ونهاكم عما أنتم فيه؟!
{ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا } وهو القرآن، وهو يصدق ما قبله من الكتب، { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ } من الكتب المتقدمة من التوراة والزبور والإنجيل، وهي تصدق القرآن، بعضها يصدق بعضاً، فكيف تنكرون الإيمان به؟!