التفاسير

< >
عرض

وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
٥٦
لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ
٥٧
-التوبة

تأويلات أهل السنة

قوله - عز وجل -: { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ }.
في الباطن في الدين؛ لأنهم كانوا معهم في الظاهر.
وقال: { وَمَا هُم مِّنكُمْ }: في الباطن في الدين.
{ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ }، أي: يخافون القتل، فيظهرون الموافقة لهم.
وقوله - عز وجل -: { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ }.
قيل: لو وجدوا حرزاً { أَوْ مَغَارَاتٍ } يعني: الغيران في الجبال، { أَوْ مُدَّخَلاً } أي: سرباً في الأرض في الجبال - { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ }، أي: رجعوا إليه { وَهُمْ يَجْمَحُونَ }، أي: يسعون.
وعن بن عباس: قال: الملجأ: الحرز في الجبال، والمغارات: الغيران، والمدخل: السرب.
قال أبو عوسجة: المغارات مثل الملجأ، وهو شيء يتحصنون فيه، { مُدَّخَلاً }: هو موضع يدخلونه أيضاً: { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي: يسرعون، يقال: جمحت الدابة، تجمح جماحاً، فهو جامح، وهو من الإسراع، وكذلك قال القتبي.
وقال أبو معاذ: الجموح: الراكب رأسه وهواه.
وقال بعضهم: قوله: { أَوْ مُدَّخَلاً } لو يجدون ناساً يدخلون بينهم، { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ }: دونكم.
وأصله: أنهم لو وجدوا مأمناً يأمنون { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } أي: لصاروا إليه مسرعين، ولا يظهرون لكم الإيمان، ولكن ليس لهم ذلك، والله أعلم.