التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ
٥٢
قَالُواْ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
٥٣
إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ قَالَ إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
٥٤
مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ
٥٥
-هود

حاشية الصاوي

قوله: { ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } أي من كل ذنب مضى، وقوله: وَ{ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } أي أقلعوا واعزموا على عدم الرجوع في المستقبل. قوله: (وكانوا قد منعوه) أي ثلاث سنين. قوله: { مِّدْرَاراً } حال من السماء، أي كثيرة النزول والتتابع. قوله: (كثير الدرور) أي فيقال: دريدر دراً ودروراً، فهو مدرار. قوله: (بالمال والولد) أي وكانت قد عقمت نساؤهم ثلاثين سنة لم تلد.
قوله: { قَالُواْ يٰهُودُ } أي استهزاء وعناداً. قوله: { بِبَيِّنَةٍ } أي معجزة، وكانت معجزته التي قامت بها الحجة عليهم، ما يأتي في قوله: { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } فعصمته منهم هي معجزته، وكذا معجزة نوح التي قامت بها الحجة عليهم هي قوله:
{ { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } [يونس: 71] الآية، وأما الريح والطوفان، وإن كان كل معجزة فيهم هلاكهم، لا إقامة الحجة عليهم. قوله: (برهان) أي دليل واضح على صحته. قوله: (أي لقولك) أشار بذلك إلى أن عن بمعنى لام التعليل. قوله: { إِن نَّقُولُ } أي في شأنك. قوله: (فخبلك) أي أفسد عقلك. قوله: (لسبك) علة لقوله فخبلك. قوله: (فأنت تهذي) أي تتكلم بالهذيان، وهو الكلام الساقط الذي لا معنى له.
قوله: { أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } أي خالص ومتبرىء من جميع ما تشركونه مع الله. قوله: { فَكِيدُونِي } بإثبات الياء وصلاً ووقفاً هنا لجميع القراء، والتي في المرسلات بحذفها لجميعهم، وأما التي في الأعراف فمن ياءات الزوائد، فتحذف وقفاً، ويجوز حذفها وإثباتها في الوصل. قوله: { ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } أي لا تؤخرون حتى آتي بشيء يحفظني من قراءة أو سلاح أو غير ذلك، وهذا من شدة وثوقه بربه واعتماده عليه.