التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
٧٠
فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً
٧١
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً
٧٢
قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً
٧٣
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { فَلاَ تَسْأَلْني } أي لا تبادرني بالسؤال عن حكمته، بل اصبر حتى يظهر لك ما فيه من الباطن. قوله: (فتح اللام) أي مع الهمز، وهما قراءتان سبعيتان، وبدون الهمز مع تشديد النون لغير السبعة. قوله: (في علمك) أي بحسب ظاهر علمك. قوله: (واصبر) قدره إشارة إلى أنه المغيا بحتى. قوله: (بعلته) أي حكمته وسببه. قوله: { فَٱنْطَلَقَا } أي ومعهما يوشع، وإنما لم يذكر في الآية لأنه تابع، والمقصود ذكر موسى والخضر، وقيل لم يكن معهما، بل رده موسى حين التقى مع الخضر. قوله: (يمشيان على ساحل البحر) أي يطلبان سفينة، فوجدا سفينة فركباها، فقال أهلها: هؤلاء لصوص، لأنهم رأوهم نزلوا بغير زاد ولا متاع، فقال صاحب السفينة: ما هم بلصوص، ولكني أرى وجوه الأنبياء، وعن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مرت بهم سفينة، فكلموا أهلها أن يحمولهم فعرفوا الخضر بعلامة، فحملوهم بغير نول أي عوض" . قوله: (بفأس) بالهمزة جمعه فؤوس أي القدوم. قوله: (لما بلغت اللج) اللج بالضم جمع لجة وهو الماء الغزير. قوله: (وفي قراءة) أي وهما سبعيتان. قوله: (روي أن الماء لم يدخلها) وقيل إن موسى لما رأى ذلك، أخذ ثوبه فجعله في الخرق.
قوله: { بِمَا نَسِيتُ } أي بالأمر الذي غفلت عنه، لقيام حمية الشرع بي، وقيل أراد بالنسيان الترك. قوله: { عُسْراً } مفعول ثاني لترهقني.