التفاسير

< >
عرض

وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً
١٥٩
فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً
١٦٠
وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٦١
-النساء

حاشية الصاوي

قوله: { شَهِيداً } أي فيشهد على اليهود بالتكذيب، وعلى النصارى بأنهم اعتقدوا فيه أنه ابن الله.
قوله: { فَبِظُلْمٍ } الجار والمجرور متعلق بحرمنا والباء سببية. قوله: (هم اليهود) سموا بذلك لأنهم هادوا بمعنى تابوا، ورجعوا عن عبادة العجل. قوله: { أُحِلَّتْ لَهُمْ } صفة لطيبات، أي طيبات كانت حلال لهم، فلما حرمت عليهم، صاروا يقولون: لسنا بأول من حرمت عليه، بل كانت حراماً على من قبلنا! فرد الله عليهم بقوله: (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) الآية. قوله: { وَبِصَدِّهِمْ } هذا تفصيل لبعض أنواع الظلم، وكرر الجار للفصل بين العاطف والمعطوف بقوله: { حَرَّمْنَا } ولم يكرره في قوله: { وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا } { وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ } لعدم الفاصل. قوله: (صداً) { كَثِيراً } أشار بذلك إلى أن كثيراً صفة لموصوف محذوف مفعول مطلق لقوله صدهم، ويصح أن يكون المحذوف مفعولاً به والتقدير خلقاً كثيراً.
قوله: { وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ } الجملة حالية. قوله: (بالرشا في الحكم) جمع رشوة، وهي ما يعطيه الشخص للحاكم ليحكم له؟ والمقصود من ذكر هذه الأمور الاتعاظ بها؟ وبيان أنها حرام في شرعنا أيضاً، ففي الحديث:
"كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به، قالوا: وما السحت؟ قال: الرشوة في الحكم" فالحاكم لا يجوز له أن يأخذ شيئاً على حكمه، ومثله الضامن، وذو الجاه، والمقرض، ففي الحديث: "ثلاثة لا تكون إلا لله: القرض، والضمان، والجاه" . قوله: { مِنْهُمْ } أي وممن حذا حذوهم. قوله: { عَذَاباً أَلِيماً } أي وهو الخلود في النار.