التفاسير

< >
عرض

وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
٩١
-النحل

حقائق التفسير

قوله عز وجل: { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ } [الآية: 91].
قال النصرآباذى: أنت متردد بين صفتين: صفة الحق وصفتك، قال الله تعالى: { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ }، وقال:
{ { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ } [التوبة: 111] فإلى أيهما نظرت فإنك الأحرى ثم العهود مختلفة فى الأقوال عهودٌ، وفى الأفعال عهودٌ، وفى الأحوال عهودٌ، والصدق مطلوب منك فى جميع ذلك، وهو على العوام عهود، وعلى الخواص عهود، وعلى خواص الخواص عهودٌ.
فالعهد على العوام لزوم الظاهر، والعهد على الخواص حفظ السرائر، والعهد على خواص الخواص التخلّى من الكلّ لمن له الكُلُّ.
وقال من حمل العهد بنفسه خيف عليه نقضه فى أول قدم، ومن حمله بالحق حفظ عليه عهوده ومواثيقه.
قوله عز وجلّ: { وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } [الآية: 91].
قال الواسطى: قد تقدمت العهود فى الميثاق الأول فمن أقام على وفاء الميثاق فتح له طريق الحقائق وقتًا بعد وقت، ومن خاف فى الميثاق الأول نفى مع وقته وأغلق دونه مسالك رشده.