التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ظَنَّ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِيۤ أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَٰهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
١٥٤
-آل عمران

حقائق التفسير

قوله تعالى: { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً } [الآية: 154].
قال ابن عطاء: من صَدَّقَ إرادته واجتهاده ورياضته، ردَّ إلى محل الأمن أى: عصم من كل مخوفٍ.
قوله تعالى: { رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ }.
قال الجريري: منقطعين إلى الرب جل وعز فانيةً عنهم أوصافهم وإراداتهم متطلعون لإرادة الله تعالى فيهم.
قال بعضهم: { رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ }: وزراء الأنبياء فما وهنوا لما أصابهم اعتمادًا على الله تعالى، وما ضعفوا لما أصابهم فى ذات الله تعالى، و "ما استكانوا" لم يتضرعوا لنزول البلاء بهم.
قوله تعالى: { فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ }.
قال الواسطى: كونوا كأبى بكر الصديق رضى الله عنه لما كانت نسبته إلى الحق لم يؤثر عليه فقدان السبب، ولما ضعفت نسبتهم أثر عليهم الخطاب، فعمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: "من قال مات محمد صلى الله عليه وسلم ضربت عنقه وأبو بكر رضى الله عنه نظر إلى ما دله عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فقرأ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ }.