التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
٢٨
-آل عمران

حقائق التفسير

قوله تعالى: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 28].
سُئِلَ أبو عثمان عن هذه الآية فقال: لا ينبسط سُنىٌ إلى مبتدع لفضل عشرة ولا لقرابة نَسبٍ ولا يلقاهُ إلا ووجهه له كارهٌ، فإن فعل شيئاً من ذلك فقد أحبَّ من أبغضه الله تعالى وليس بولىٍ لله من لا يُوالى أولياء الله تعالى ولا يعادى أعداءه.
قوله تعالى: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } قال ابن عطاء: إنما يُحذِّرُ نفسه من يعرفه، فأمَّا من لا يعرفه فإن هذا الخطاب زائلٌ عنه قال الواسطى فى قوله تعالى { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } قال: فلا يأمن من أحد أن يُفعل به ما فُعِلَ بإبليس، زيّنهُ بأنوار عبادته وهو عنده فى حقائق لعنته، فستر عليه ما سبق منه إليه حتى غافصَهُ بإظهاره عليه. وقال أيضًا: لا يُحذِّر نفسهُ من لا يعرفه وهذا خطاب الأكابر، فأما الأصاغر فخطابهم
{ { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [البقرة: 281]، { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّار } [الآية: 131] { { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16].
وقال أيضًا فى قوله: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } هل هو إلا الإثبات وليس له من ذلك شئ وإنما هو إيقاعُ البقيَّة للسَّرائرِ، وتيقُظ الطبع من الرعونة، وخلوصُه من وساوسُه.
قال جعفررحمه الله : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ }: أن تشهد لنفسك بالصلاح، لأنَّ من كانت له سابقة ظهرت سابقتُه فى خاتمته.