التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٣
-آل عمران

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحًا } [الآية: 33].
قال الواسطى: اصطفاهُم للولاية، وقال: اصطفاهُم فى أزليّته وصفاهم لقربهِ وصفاهم لمودته.
وقال أيضًا: اصطفاهُ فى الأزَل قبل كونه، فأعلم بهذا خلقه أن عصيان آدم لا يؤثر فى اصطفائه له، لأنه سبق العصيانُ مع علم الحق له بما يكونُ منه.
وقال أيضًا: اصطفى الأنبياءَ بالمشاهدة والتقريب، واصطفى المؤمنين للمطالعةِ والتهذيب، واصطفى العام للمخاطبة والترتيب.
قال النصرآباذى: إذا نظرت إلى آدم بصفته لقيته بقوله:
{ { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } [طه: 121] وإذا لقيته بصفة الحق لقيتهُ بقوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } وماذا يؤثر العصيانُ فى الاصطفاء؟
قال الواسطى: الاصطفاءُ قائم بالحق، والمعصيةُ إظهار البشرية وتوبتُه أعجب لأنه من نفسه إلى نفسه رَجعَ.