التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
١١٠
-المائدة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } [الآية: 110].
قال بعضهم: منهم من ألقى إليه روح النبوة، ومنهم من ألقى إليه روح الصديقية، ومنهم من ألقى إليه روح المشاهدة، ومنهم من ألقى إليه روح الإصلاح والحرمة، وأسر إليهم بما لا يترحم، ولا يُعبّر علم ربانى غاب وصفه وبقى حقه.
قال الواسطى رحمة الله عليه: لا تصح الصحبة مع الله إلا بصحبة الروح فى صحبة القِدم.
قال الله تعالى: { أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً } [الآية: 110].
بالعقل فمن صحت صحبة روحه فى القدم صحت صحبته مع الله.
وقال فى قوله أيدتك بروح القدس: ذكر الروح فى هذا الموضع لطف بالقربة من المستترات.
قال بعضهم: قدست روحك أن تمازج شيئًا من هيكلك وطبعك، بل طهرته لئلا يرى غيرى ولا يشاهد سواى، وأسكنته قالب جسمك، سكون عارية كإسكان آدم صلى الله عليه وسلم الجنة لأطهر به جسدك عن أدناس الكون حتى أقدسهما جميعًا وأخرجهما إلى مجد القدس.