التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
٥٤
-المائدة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ } [الآية: 54].
قال أبو بكر الورَّاق: الجهاد ثلاثة: جهاد مع نفسك، وجهاد مع عدوك، وجهاد مع قلبك والجهاد فى سبيل الله هو مجاهدة القلب لئلا تتمكن منه الغفلة بحال، وجهاد النفس لا تفتر عن الطاعة بحال، وجهاد الشيطان أن لا يجد منك فرصة فيأخذ منك بحظه.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: الناس فى مجاهداتهم ثلاثة نفر مرتبطون بأفعالهم وصفاتهم، يقولون فى القيامة
{ { هَآؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ } [الحاقة: 19] و { { يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } [يس: 26] ونفر غلبت صفات الله على سرائرهم، فهم ينظرون إلى السبق وإلى ما جرى به من الحكم، ونفر تجلى الله لقلوبهم فخشعت عما سواه، فهم لا يدركون صفاتهم وأعمالهم، ولا يدركون صفات الحق انقطاعًا إلى الله واتصالاً به.