التفاسير

< >
عرض

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ
١٤٦
-الأعراف

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } [الآية: 146].
قال بعضهم: التكبر تكبران: وتكبر بحق وتكبر بغير حقٍ، فالتكبر بالحق تكبر الفقراء على الأغنياء، استغناء بالله عما فى أيديهم وتكبر بغير حقٍ وهو تكبر الأغنياء على الفقراء إزدراءً لما هم فيه من فقرهم.
قال الواسطى رحمة الله عليه: والتكبر بالحق هو التكبر على الأغنياء والفسقة والكفار وأهل البدع، لأنه روى فى الأثر: "ألقوا أهل المعاصى بوجوه مكفهرة".
قال بعضهم: أرباب الكبائر مصروفون عن الكرائم، لأن الله يقول: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ }.
قال سهل: هو أن يحرمهم فهم القرآن، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عطاء: سأمنع قلوبهم وأسرارهم وأرواحهم عن الجولان فى ملكوت القدس عن الحق، لأن ذلك فى ملكوت القدس قال الجريرى فى هذه الآية: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ } حتى لا يفهموها ولا يجدوا لها لذة، لأنهم تكبروا بأحوال النفوس بالخلق والدنيا، فصرف الله عن قلوبهم آياته لما انصرفوا عنه، ومن استولت عليه النفس صار أسيرًا فى حكم الشهوات، محصورًا فى سجن الهوى، حرم الله على قلبه فوائد آياته وكتابه وإن أكثر ترداده على لسانه.