التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
١٧
-الأعراف

حقائق التفسير

قوله تعالى: { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } [الآية: 17].
سمعت أبا عثمان المغربى يقول: إن الشيطان يأتى على الناس عن إيمانهم بالطاعات، ومن بين أيديهم بالأمانى والكرامات، ومن خلفهم بالبدع والضلالات، وعن شمائلهم بالشرك فإذا جرى لعبدٍ سعادة قََبِِل منهم ما يأمرونه من الطاعات، فإذا أرادوا أن يهلكوه بطاعته رُدّ إلى السعادة التى جرت له فيكون ذلك ربحًا وزيادة، ألا تراه يقول: { لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } الآية.
قال: ولا تجد أكثرهم شاكرين، فالأكثر من هلك بطاعته، والأقل من أدركته السعادة فنجا إذ ذاك وشكر.
وقال بعضهم: { لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } من الدنيا ومن خلفهم للآخرة وعن أيمانهم الحسنات وعن شمائلهم السيئات.
وقال الشبلى: لم يقل: من فوقهم ولا من تحتهم لأن الفوق موضع نظر الملك إلى قلوب العارفين، والتحت مواضع الساجدين وموضع نظره وموضع عبادتهم لا يكون للشيطان هناك موضع ولا فيه طريق.