قوله جلّ ذكره: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ }.
الأهلة - جمعُ هلال - مواقيت للناس؛ لأشغالهم ومحاسباتهم.
وهي مواقيت لأهل القصة في تفاوت أحوالهم؛ فللزاهدين مواقيت أورادهم، وأما أقوام مخصوصون فهي لهم مواقيت لحالاتهم، قال قائلهم:
أعد الليالي ليلةً بعد ليلةٍ وقد كنت قدماً لا أعد اللياليا
وقال آخر:
ثمانٍ قد مضَيْنَ بِلا تلاقٍ وما في الصبر فضل عن ثمانٍ
وقال آخر:
شهورٌ يَنْقُضَين وما شعرنا بأنصافٍ لهن ولا سِرار
قوله جلّ ذكره: { وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
يعني ليس البر مراعاة الأمور الظاهرة، بل البر تصفية السرائر وتنقية الضمائر.