التفاسير

< >
عرض

ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
٣
-الفاتحة

عرائس البيان في حقائق القرآن

وقوله تعالى { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } بالرحمن سبقت رحمته غضبه والرَّحيم وبالرَّحيم حجب كرمه بالاشراف على اسرار الاولياء والتجلى لارواح انبيانه وقيل الرحمن خاص الاسم خاص الفعل والرّحيم عام الاسم عام الفعل وقيل الرحمن بالنعمة الرحيم بالعصمة وقيل الرحمن بالتجلى والرّحيم بالتدلّى وقيل الرحمن يكشف الانوار والرّحيم بحفظ ودايع الاسرار وقيل الرحمن بذاته والرّحيم ينعوته وصفاته وقال سهل بنسيم روح الله اخترع من ملكه ما شاء رحمه لانه رحمن رحيم وقال الواسطى الرحمانية تشوق الروح شوقاً والالهية تذوق الحق ذوقاً الحق ذوقاً وقال ابراهيم الخواص من عرفَهَ بانه الرحمنُ الرّحيم لَزِمه معرفته بالرحمة الثقة به في حيوته وماته والعطف بالرحمة على الخلائق اجمع في الدنيا بالعوافى والارزاق بالمغفرة والغفران قال جعفر صادق الرحمنُ العاطفُ على خلقه السَابق المقدور عليهم والمراقِبُ لهم والرحيم المتعطف لهم في امر المعاشِ والعوافى وقال الجنيد في قوله الرحمن الرّحيم على وجمعين رحمة لعطفه ورحمةُ عطفه اشارة باسمه الرّحمن الى لطفه واشارة باسمه الرَّحيم الى عطف وقال الاستاذ الرحمنُ خاص الاسم عام المعنى والرّحيم عام الاسم خاصّ المعتى فالرحمن بما رَوّح والرّحيم بما لَوَحَ فالتَرويح للعباد والتوليح بالانوار والرّحمن بكشف نجليه والرّحيم بلطف توايه والرحمن بما اولى من الا يمان والرّحيم بما اسرى من العرفان والحرمن بما اعطى من العرفان والرحيم بما تولّى من الغفران والرحيم بما من به الرضوان والرحمن بما يكرم به الرضوان فالرحيم بما يكرم به من الرّوية والعيان فالرحمن بما يوافق والرحيم بما يحقق فالتوفيق للمعاملات والتحقيق للمواصلات فالمعاملات للقاصدين والموصولات للواجدين والرحمن بما يَصْنَع لهم والرحيم بما يدفع عنهم والصنع يجمع العناية والدفع بحسن الرعاية الى ههنا كلام الاستاذ امّا من اخترعى ان اسم الرحمن محل طلوع انوار العناية والرحيم محل اشراق شمس الكفاية فالبالعناية تهدى اهل العرفان الى مشاهد القدم وبالكفاية يحفظ حقائق ايمانهم ابداً لوجه بقاء الديموميّة فالبرحمن تأيدهم وبالرحيم ترقّيهم وتحفظهم فالاوّل للعناية والاخر للفكاية تعهدهم بنور الازلية بين الصفتين حتى يصيروا بالرحمن مشتافين و والرّحيم والهِين وقال حَمِيد هل يكون من الرحمن لاهل الايمان الا الا من والامان والرّوية والعيانَ وقال سهل الرحم على عباده بالمغفرة والرّضوان والرّحيم عُليهم من العوافى والارزاق.