التفاسير

< >
عرض

هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٣٠
-يونس

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } اخبر الله سبحانه عن مواطن امتحانه وتمييزه بغيرته القديمة بين الصادق فى دعوى محبته وبين الكاذب لان الصادق فى محبته هناك لا يفرغ من النيران ولا يطمع فى الجنان لغلبة شوقه الى جمال الرحمن والكاذب تبدوا سرائر ضلاله وتنكشف فساد ضمائره بين جميع الخلايق فيرد الصادق الى لطف مولاهم ويرد الكاذبون الى قهر جبارهم بقوله { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } فيبقى للصادقين خصوصية درجاتهم فى المحبة والوصال مع حقائق معناهم ويضل سعى المرائين الذين يراؤن الناس باعمال الضادقين وايضا يمتحن نفوس الحدثان عند بوادى سطوات سبحات جلال الرحمن حيث يضمحل الحادث فى القديم ويبقى القدم للقدم ويكون الحدث مقدما فى القدم قال تعالى كل شئ هالك الا وجهه قيل يطالب كل مدع حقيقة ما ادعاه.