التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٦
-هود

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } دعى الجمهور بلسان التوحيد الى منازل التفريد ليدخلوا الى مرابع الرضا ويجلسوا على مساند الصفا وينظروا فى مرآة الاقدار مباصر الانوار لتطمئن اسرارهم فى جريان التقدير بما راوا من سوابق القسمة واوائل الحكمة لكل دابة رزق عليه بقدر حوصلتها فرزق الظاهر للاشباح ورزق المشاهدة للارواح ورزق الوصلة للاسرار ورزق الرهبة للنفوس ورزق الرغبة للعقول ورزق القربة للقلوب ورزق الملائكة الخوف والذكر ورزق الجن الزجر والوعيد ورزق الحيوان روح العنصر ورزق الحشرات خطرات التسبيح ورزق السباع اقتحام ظلام غظمة الافعال ورزق الطيور الفرح والتهليل ورزق === الذى تعيش به هو فيض الفعل وروح الفعل ونور الصفة وشهود سنا الذات على الاسرار وهو تعالى بلطفه يعلم مصارف الجميع من افعاله وصفاته وذاته لما قال { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } مستقر الارواح انوار ذاته ومستقر القلوب انوار صفاته ومستقر العقول انوار افعاله مستودع العقول العبادات ومستودع القلوب المشاهدات ومستودع الارواح المكاشفات ومستقر الاشباح اكناف الآيات ومستودعها قبور المجاهدات ومستقر العقول الاذكار ومستودعها الافكار ومستقر القلوب المحبة ومستودعها المعرفة ومستقر الارواح التوحيد ومستودعها الفناء فى الموحد مستقر الجميع اصلاب العدم ومستودعها انوار القدم قيل قرأ يوسف بن الحسين هذه الاية ثم قال ندب الله عباده جميعا الى التوكل والاعتماد فابوا باجمعهم الا اعتماد على عوارى ما ملكوا الا فقراء المهاجرين ثم جرت تلك البركة فى الفقراء الصادقين الى من ترسم بهم من الصوفية بالخلق ابوا الاعتماد على الاسباب واتت هذه الطائفة ان تعتمدوا على غير المسبب وهو من اشد المناهج قيل يعلم مستقرها ظاهر اسلامه ومستودعها فى الاحوال يقال مستقر العابدين المساجد ومستقر العارفين المشاهد ويقال النفوس مستودع التوفيق من الله والقلوب مستودع التحقيق من قبل الله قيل القلوب مستودع المعرفة والمعرفة وديعة فيها والارواح مستودع المحبة فالمحاب ودايع فيها والاسرار مستودع المشاهدات فالمشاهدات ودائع الله.