التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
٨٨
-هود

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } ليس للصادقين مع الخلق معادات بسبب من اسباب الدنيا انما ابغضهم وخالفهم حين يتركون متابعة السنة وما يعطونهم الا بعد تركهم هوى نفوسهم ولا ينصحهم الا شفقة عليهم قال ابو عثمان ليس بواعظ من كان واعظا بلسانه دون عمله وتصديق الاية قوله { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } اى ما كان فى عقلى ونيتى من قوة الله اريد بها اصلاحكم ولكن الهداية والتوفيق ليس معى ولا اطيق ان انقذكم مما جرى عليكم فى الازل { وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ } اى اصطفائيتى بالنبوة والولاية باختيار الله فى الازل الى { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } اسكن به لا لغيره واثق به فيما وعد لى { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } ارجع اليه بنعت شوقى الى بقائه وقيل فى قوله ان اريد الا الاصلاح ما استطعت اى مرادى صلاحكم ان يساعدكم التوفيق ولا استطيع انا ذلك لكم الا بمؤنتى من الله لى عليه قال النهرجورى التوفيق حسن عنايته من الحق سبق الى العبد ليس له فيه سبب ولا منه له طلب قال الجنيد التوكل ان لا يظهر فيك انزعاج الى الاسباب مع شدة الفاقة ولا يزول عن حقيقة السكون الى الحق مع وقوفك عليها.