التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ
٣٦
وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ
٣٧
-الرعد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو } ما دام فى حيز الحدوثية وان راى ما راى عليه من انوا رالربوبية ووفق عليه بان لا يلتفت الى ما بدأ فى نفيه من انوار الربوبية ويستقيم فى حال العبودية فان الربوبية فى العبودية مكر الحقيقة ومن نظر من العبودية الى الربوبية فى نفسه فقد اشرك لانه مخدوع بالله عن الله سئل ابو حفص عن العبودية قال ترك كل مالك وملازمة ما امرت به وقال ابو عثمان العبودية اتباع الامر على مشاهدة الامر وقال ابن عطا او الجنيد لا يرتقى احد من درجات التوحيد حتى يحكم فيما بينه وبين الله اوائل البدايات واوائل البدايات هى الفروض الواجبة والاوراد الزكية ومطايا الفضل وعزائم الامر فمن احكم على نفسه هذا مَنَّ الله عليه بما بعده قوله تعالى { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً } اى بينا حكم عربيا يا عربى وذلك الحكم ما حكمنا فى الازل بانك خير البرية واعطيناك استعداد قبول تخلقك بخلقنا واتصافك بصفتنا فاذا اتصفت بصفتنا برايتنا بنا وخرجت فى مشاهدتنا من الالتفات الى غيرنا من العرش الى الثرى فوصفناك فى كتابنا بقولنا ما زاغ البصر وما طغى فتجريد توحيدك حكم عربى بيناه منك لامتك ليتصفوا بصفتك ويتخلقوا بخلقك فانك لعلى خلق عظيم حيث تخلقت بخلقنا قال بعضهم احكام العرب السخاء والشجاعة وهما من عرى الايمان قال الحسين بن الفضل فى هذ الاية تصحيح حكم القيافة لانه لا حكم ينفرد به العرب الا حكم القيافة.