التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
٧
وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ
٨
-إبراهيم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } علق زيادة نعمه عليهم بزيادة شكر لهم ولا علة لفضله وكرمه ولا تعلق لفيضه بكسب عباده وشكرهم وصبرهم بل شكرهم وصبرهم من توفيقه لهم اى من عرف عجزه عن شكرى لازيدن معرفته بى ولعجزه عن ادراك حقيقة معرفتى وحقيقة شكرى يكون عبدا شاكرا وهذا كقول الحسين حين قال الهى عجزت عن موضع شكرك فاشكر عنى فانه الشكر لا غير وهذا اعتراف داؤد عليه السلام فقال الهى لكل شكر شكر لانه يكون بتوفيقك فعجزت عن شكرك فقال سبحانه الان شكرتنى يا داؤد وايضا لئن شكرتم اصطفائيتى لكم بمعرفتى فى الازل وتعرفون حقيقتها لازيدنكم بكشف مشاهدتى لكم حتى تعاينوننى وتبصروننى بعيون المعرفة والقلوب الخالصة والارواح العاشقة والعقول المتحيرة فى جلالى قال حمدون شكر النعمة ان ترى فضلك فيه طفيلا قال بعضهم من شكر النعمة زاده من النعمة ومن شكر المنعم زاده معرفة به ومحبة له وقال ابن عطا لئن شكرتم هدايتى لازيدنكم خدمتى ولئن شكرتم خدمتى لازيدنكم مشاهدتى ولئن شكرتم مشاهدتى لازيدنكم ولايتى ولئن شكرتم ولايتى لازيدنكم رؤيتى وسئل ابن عطا عن قوله لئن شكرتم لازيدنكم قال اذا === الاشياء الى مصادرها من غير حضور منك لها فقد تم الشكر وقال الجوزجانى لئن شكرتم الاسلام لازيدنكم الايمان ولئن شكرتم الايمان لازيدنكم الاحسان ولئن شكرتم الاحسان لازيدنكم المعرفة ولئن شكرتم المعرفة لازيدنكم الوصلة ولئن شكرتم الوصلة لازيدنكم القرب ولئن شكرتم القرب لازيدنكم المعرفة ولئن شكرتم المعرفة لازيدنكم الوصلة ولئن شكرتم الوصلة لازيدنكم القرب ولئن شكرتم القرب لازيدنكم الانس وقيل انى خلقتكم لازيدنكم الانس بعد الوحشة والقرب بعد البعد والحضور بعد الغيبة قال الواسطى ذكر الزيادة حجبهم عن الحقيقة ثم كشف الحقيقة لاقوام متواجدين فقال واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم الاية بالغداة والعشى يريدون وجهه لا الزيادة وفضله ولا حنته وبره بل للحصول مع الملك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ويقال لئن شكرتم وجود الطافى لازيدنكم شهود اوصافى ثم بين سبحانه استغناءه عن شكر الشاكرين وصبر الصابرين وايمان المومنين وكفران الكافرين بقوله تعالى { إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } وصف تنزيهه وغناه وحمده وفيه اشارة اى ما دام انا مستغن عن الاكوان والحدثان فلا ابالى بغفرانهم وان ادخلهم جميعا فى بحار بحمتى فانى حميد حمدت نفسى قبل وجود خلقى لانى علمت عجز خلقى عن حمدى قال ابو صالح الغنى على الحقيقة من لم يزل غنيا ولا يزال غنيا ما زاده ايجاد الخلق غنى بل خلقهم على حد الافتقار وهو الغنى الحميد وقال الواسطى ليس الايمان بمقرب الى الحق ولا الكفر بمبعد عنه ولكن جرى ما جرى به الامر فى الازل بالسعادة والشقاء فظاهر الكفر والايمان اعلام لا حقائق والحقائق القضا الذى سبق الدهور والازمان.