التفاسير

< >
عرض

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَٰتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ
١٧
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً }هذا مثل من دَخل طريق الاولياء بالتقليد لا بالتحقيق يعمل علم الظاهر ومَا وَجد حلاوة الباطن فترك الاعمال بعد فقدان الاحوال وايضاً مثل مَن استوقد نيران الدّعوى وليس معه حقيقة الغنى فاضاءت ظواهره بالصّيت والقبول فافشَى الله نفاقَه بين الخلق حتى تبدو في اخَسّ السحرية ولا يجد مناصا من فضاحة الدّنيا والاخرة وقال ابو الحسن الوراق هذا مَثَل ضَرَبهُ الله لمن لم يَصحّ له احوال الارادة فارتقى من تلك الاحوال بالدَّعاوى الى احوال الاكابر فكان يُضى عليه احوالُ ارادية لو صَحّحها بملازمة أدابها فلمّا مزَجَها بالدعاوى اَذْهَبَ الله عنه تلك الانوار وبقى في ظلمت دَعَاويه لا يبصر طريق الخروج منها.