التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
١٧٢
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } الطيبات ما قسم لاهل الايمان في سابق علم الازل بنعت الرضا من معاشهم الذى لا يذم تناولها نفس العلم بحال وهو ما يتفرسه المؤمن بنورا لايمان قبل وقعه في اوان الحاجة وايضا الطيبات التى تهيج المؤمن الى ما يرضاه الله من المعاملات السنية والاخلاق المحمودة وترك مالوفات النفس ومتابعة الشهوة وايضا الطيبات ما يحصل من الغيب بلا تصنيع الادميين لان ما فيه تصنيع البشر لايخلوا من المعاملات وايضا الطيبات ما لم تؤكل بالشهوة وتورثه الحكمة والعبادة والطيبات ايضا ما يؤكل بالسنة ولا يؤكل بالبدعة وايضا الطيبات اشارة الى ذكر الحق اذا لم يشب بذكر الخلق وهو رؤية المذكور بنعت طيران الارواح بقوة المواجيد في بساتين الصفات وقال الشيخ ابو عبد الرحمن السملى طيبات الرزق هو التناول في اوفات الاضطرار مقدار استبقاء المهجة لاداء الفرائض وهو الذى لاتبعه فى كله بحال { وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } اى اشكروا اللله بمعرفتكم على المشكور ان كنتم تعبدونه بشرط المعرفة الان المعبودية لا تصح الا بالمعرفة وهو اغراء من الله تعالى وتنبيه للعاندين ليعرفوا ان الشكر لا ينبغى الا لمن خلق ورزق وامات واحيا وقرن ههنا العبادة بشكر النعمة لتعريف المنعم عليه ان يشكر نعمته اداء عياذته على شرط معرفته.