التفاسير

< >
عرض

أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
١٨٤
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } وهى ايام زمان الدنيا يغرى بهذا الخطاب اولياء بترك المطايبة والمناكحة والمباشرة والمواانسة والملاعبة ولذائذ العيش فى كل الوان السهوات وشرب مياه الباردات ولبس الناعمات اى اصبروا يا اوليائى عن شهوات الدنيا فانها يام ستفرض عن قريب حتى تفرطوا بلقائى القديم وتعيشوا في جوارى الكريم { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } اى من يكون من المنقطعين مريضا من فرقتى او فى سفر الوحشة عن وصلتى فعليه تدارك ايام القدرة بعد ادراكه مقام القربة والمشاهدة { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ } اى وعلى الذين يطيقونه الامساك عن الكون بنت الزهد عن الدنيا ايام حيوته ولم يعمل العمل اهل الطاعة لقلة توفيقه وهدايته فدية وهو خدمة اولياء الله ببذلك النفس والمال من الذين تركوا الدنيا لاهلها وذلك قوله تعالى { طَعَامُ مِسْكِينٍ } والمسكين الذين صادفوا مقام التلوين ولم يبلغوا مقام التمكين { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ } اى فمن تعدى لعجزه عن حقيقة المعاملة زيادة على الواجب الذى عليه من الوجود بعد مقاساته في المفقود فهو خير له من طلب الرخص { وَأَن تَصُومُواْ } اى ان تمسكوا عما يشتغل به اهل الدنيا { خَيْرٌ لَّكُمْ } في ثبات حالكم وقوة ارادتكم { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } اى ان كنتم تعرفون ما للصائمين من الفرح في الدنيا بالمكاشفة وفرحة في الاخرة بصرف المشاهدة.