التفاسير

< >
عرض

وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١٩٦
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ } اوجب الحق سبحانه على قدر اهل الحقيقة اتمام مقاصدهم الى بساط القربة بان يتجردوا عن الكائنات فى توجههم الى مزار القدم وان يخرجوا من الحوادث بنعت التفريد والتجريد طلبا بفنايهم بقاءه فى تحقيق التوحيد وان يغتسلوا من شوايب البشرية واوساخ الطبيعة في انهار المعرفة وان يلبسوا احرام العبودية لقصدهم عرفان الربوبية ويتموا اجابة الحق بادائهم ما افترض عليهم من بذل النفوس فى العبودية والارواح في سلطنة الربوبية لتقترب اجابة الظاهر باجابة الباطن لانهم اجابوا الحق فى بدو امرهم اذ قالوا بلى فيستدعى الله عنهم اتمام ميثاق الاول ويذكرهم عهد الاول من تعريف نفسه اليهم ليتاهبوا فى امر الظاهر اتمام حقيقة الاجابة بان يقولو لبيك فالحج لاهل التمكين والعمرة لاهل التلوين واتمام الحج البلوغ الى رؤية واتمام العمرة الوصلو الى حقيقة المعبودية قوله { للَّهِ } اى اصبروا فى اتمامهم لله حتى تجدوا ما مولكم فى الله { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ } اى ان منعتم اوصاف البشرية عن الطيران فى هواء الحقيقة حبستكم ججب الابتلاء فى اشجار الطبيعة فلا تميلوا عن حقيقة الطريقة والشروع فى طلب الشاهدة وابذلوا انفسكم هديا لله ليرشدكم لشفقته عليكم الى اوطان المشاهدات ويبلغكم حقيقة القربات وايضا فان حبستم غيرة الحق عن الوصول اليه لسبب ما فتحللوا من قتل نفوسكم حيث اوفقكم واشتغلوا بالعبودية عن الربوبية لان فى غيرة الحق اولياء الله عن السير فى قربة الحق وذلك بان القلوب اذا رمضت وسقمت عن الجهد فة طلب الحقيقة وسكت بحظوط البشرية فاثابها الله ابلاحصار فى وطنات الطبيعة.