التفاسير

< >
عرض

مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٤٥
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } القرض الحسن بذل الوجود مع الحياء والخجل معرفة على تقصيره وفناء اطماع الاعواض والفرح بمخاطبة الحق معه وايضا استقرض من عباده ما اعطاهم لتربية لهم ويزيد فضله وقيل مال القرض لرتبة الفقراء وقيل القرض الحسن مالا يطالع عليه الجزاء ولا يطلب بسببه العوض وقال بعضهم ملكك ثم اشترى منك ليثبت لكل معد نسبة ثم استقرض منك مما اشتراه ثم وعدك عليه العوض اضعافا بين فيه ان عطاياه ونعمه بعيدتان ان تكونا مشوبا بالعلل { وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } يقبض ارواح الموحدين بقبضة الجبروتية فى نور الازلية ويبسط اسرار العارفين من قبضة الكبرياء وينشرها فى مشاهدة سناء الابدية وايضا يقبض المشتاقين فى نفقا التوحيد فيتجلى لهم مشاهدة العظمة ويبسط العاشقين فى جمال الانس فيتجلى لهم مشاهدة الجمال وصرف القربة ويقال القبض سره والبسط كشفه ويقال القبض للمريدين والبسط للمرادين ويقال القبض للمشتاقين والبسط للعارفين ويقال القبض لمن تولى عن الحق والبسط لمن تجلى له الحق فيقال يقبضك اياه ويبسطك اياه قال الواسطى يقضك عما لك ويبسط فيما عليه وقال البغداديون يقبض اى يوحش اهل صفوته من روية الكرامات ليصغرهم يبسطهم بالنظر الى الكرم.