التفاسير

< >
عرض

لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢٥٦
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } تبين ما استتر عن الكون فى الكون فى علم الازل من السعادة والشقاوة فظهرت سمة السعادة والشقاوة من المقبولين والمرودين لان فى جباه السعداء مصابيح انوار المعرفة يلوح وفى حياة الاشقياء كدورات ظلمات الغى يتوخ { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ } الطاغوت روية الطاعات والطمع فى المكافات فمن يكفر بها فهو من اهل المشاهدات والطاغوت يقع على كل شئ سوى الله تعالى منا لدنيا والنفس والشيطان وقيل طاغوت كل امرئ نفسه قال الشيخ ابو عبد الرحمنرحمه الله من مل تتبراره من الكلال لا يصح له الا يمان بالله { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } اى من اقبل من نفسه وحوله وقوته الى خالقه فقد وجده بنعت الحفظ والكلاية والعروة الوثقى هى ذات الحق سبحانه وجل عن التشبيه وايضا هى المحبة والمشاهدة وايضا هى العصمة القديمة التى سبقت بنعت لاعناية الازلية لاهل المعرفة وقيل العروة الوثقى التوفيق فى السبق والسعادة فى الختم وقيل العروة الوثقى محمد صلى الله عليه وسلم وقيل لا اله الا الله وقيل هى السنة { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } ترجيه من الله لاهل المعرفة اى من تمسك بجبلى فاز فى الدارين وسعد فى المنزلين ولا يدخل فى حجال عصمته خلل الحوادث لانه فى كنف العناية محروسا بالكفاية.