التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٥٢
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } اى منكم من وقع فى بحر غنى القدم واتصف به ويخرج منه بنعت التمكين وروية النعم فى شرك المنعم كسليمان عليه السلام ومنكم من وقع فى بحر التنزيه وتقديس الازلية فغلب عليه القدس والطهارة فيخرج بنعت الفقر تجيرد التوحيد وافرد قدمه من الحدوث كمحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الفقر فخرى وايضا منكم من يريد الدنيا للفناء ومنكم من يريد الاخرة للبقاء وايضا منم من يريد مشاهدة الله فى الدنيا كموسى عليه السلام ومنكم من يريد مشاهدة الله على نعت السرمد ولا يكون الا فى الاخرة وعده قوله تعالى اى رب الدنيا كقوله { { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } اى اهل القرية قال ابو سعيد الخراز مادمتم بكم واوصافكم كانت همتكم الحوادث والدارين واذا توليتم واخليتم من صافتكم واكوانكم وعلوت بهمكم الى --- من النظر الى الاكوان وارادتها وافيتكم بالحق مع الحق وقال متى ما كالعهم باسرارهم بحقهم عن اثارهم ودهشتهم فى مباديهم قال النورى العامة فى قميص العبودية والخاصة فى قميص الربوبية فلا يلاحظون العبودية واهل اصفوة جذبهم الحق ومحاهم عن نفوسهم قال الشبلى منكم من يريد الدنيا للقناعة ومنكم من يريد الاخرة للجنة وابن مريد الله ومريد الله من اذا قال قال الله واذا سكنت فليس بوى الله وقال سهل بن عبد الله دنياك نفسك فاذا افنيتها فلا دنيا لك قيل قرئ هذه الأية بين يد الشبلى فقال اول من قطع طريق الخلق اليه ورد الاشباح الى قيمتها قال محمد بن على منكم من يريد الدنيا للاخرة ومنكم من يريد الاخرة لله.