التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
١٦٩
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً } نبه الخلق ان من قيل فى سبيل العشق بسيوف العشق انسلخ من الحدث الى القدم والتبس بنور الازل من الازل فلما بلغ نعت الاولية واتصف بصفة الازلية يصير منعوتا بنعت الاخرية موصوفا بوصف الابدية لان صفات الحق جل سلطانه واحدة فى الوحدانية خارجة عن الجمع والتفرقة فيضها فى الافعال تفرقة مع الاسماء ونورها فى الغيبية تجمع لاهل الوحدة ومحل ان وصل نور الصفة فيكون خارجا عن الصفة الاولية صفة والاخرية صفة والاخر اول فى النعت فمن كان نعته اولية فيكون نعته اخرية واذا خرج ما لحدثان الى جمال الرحمن لم يجر عليه صفات الحدث بعده عن صفة الموت والفناء بل يصير حيا باتصافه بحياة الحق وحياة الحق ابدى لم يجر على حياة الانسانى وموت الانسانى وهذا من فيض نور مشاهدته وعنديته لان مقتول السيف التجلى يحيى بقبض القربة والعندية ومن يكون فى العندية كيف يفنى ويموت وهو مشاهدة فى شهود الحق ايه ورزقه فيض مزيدة مشاهدة الحق وزياة اتصافه ببقاء الحق وفرحه نبيل بقائه من بقاء لاحق ومن قتل بسيف الارادة فهو باق بنور القربة من قتل بسيف المحبة فهو باق فى سنا المشاهدة ومن قتل بسيف المعرفة فهو باق فى انس الوصلة ومن قتل بسيف التوحيد فهو باق بالوحدة فى الوحدة وحياة هؤلاء من تجلى الازلية وشهادة هؤلاء بغيرة العزة غار عليهم فافناهم واحبهم فابقاهم قالا بن عطا المقتول على المشاهدة باق رؤية شاهدة والميت من عاشر على رؤية نفسه ومتابعة هواه قال ابو عسيد القرشى فى هه الاية لا تظن الهالكين فى طريق الارادة طلبا الوصلة مردودين الى مقاماتهم بل قد بلغ بهم غياة ما قصدوا من القرب ولا وصلة احياء بقرب لاحق عند ربهم فى مجلس المشاهدة يرزقون زيادة الفوائسد من انوار الاطلاع فرحين الغين اقصى رضاه.