التفاسير

< >
عرض

لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
١٨٦
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } النفس صنم زينها الحق بكسوة الربوبية وملأها من القهر واللطف وكسى زينة ملكه اموال الدنيا امتحانا للعاشقين فمن نظر الى نفسه بغير زينة الحق صار فرعونا نطق لسان القهر منه بانا ربكم الاعلى وذلك مكر القدم وساتدراجه ومن نظر الى ربوبيته وفنيت نفسه فها نطق لسان الربوبية منه كالحلاج قدس الله ورحه العزيز بقوله انا الحق ومثاله فى ذلك مثال شجرة موسى حيث نطق الحق سبحانه منها بقوله انى انا الله نطق بصفته عن فعله ومن نظر الى زينة الاموال التى هي زينة الملك صار حاله حال سليمان صلوات الله عليه لانه كان ينظر الى شرف جلاله باعطاء الملك اياه ومن نظر الى حضرة الدنيا وتابع شهواتها صار كالبلعام فمثله كمثل الكلب واى الابتلاء اعظم من رؤية الملك ورؤية الربوبية فى الكون لانه محل الالتباس فمن كان محتجبا بهذين الوسلتين الفردانية بفى فى تهمه العشق خارجا عن نعوت الفردانية والوحدانية قال ابن زانيار لتبلون اموالكم بجمعها منعها والتقصير فى حقوق الله فيها وانفسكم باتباع شهواتها وترك رياضتها وملازمتها اسباب الدنيا وخلوها عن النظر فى امور المعاد وقيل لتبلون فى اموالكم بالاشتغال بها اخذ واعطاء.