التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ
٩
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } انك جامع اهل الحقيقة على بساط القربة فالمؤمنون على بساط الكرامة والموقنون على بساط المشاهدة والمحبون على بساط الوصل والعارقون على محل الانس وكل طائفة ببلغ عندك بطى منتهى مقاصدهم التى كانوا فى الدنيا من رسم المقامات والحالات والمكاشفات والمشاهدات وقال الاستاد اليوم جمع الاحباب على بساط الاقتراب وغدا جمع الكافة لمحل الثواب والعقاب اليوم جمع الاسرار لكشف الجلال والجمال وغدا جمع الاستاد لشهود الاهوال ومقاسات ما اخبر عنه من تلك الاحوال { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } لا يخلف ما وعد لانبيائه واوليائه من وصولهم الى مشاهدته بعدما خاطبهم حين أبدع ارواحهم قبل وجود الكونين تعريف نفسه لهم بلا كلفة العذاب ومشقة الحساب وايضاً لا سبيل التغير الحدثان الى قدم علم الرحمانى لأنه تعالى منزه عن ان يفعل شيئا بعلم يحدث فى نفسه وقال الشيخ ابو عبد الرحمن السلمى للعباد الذى وعد من السعادة والشقاوة فى ازلى علمه لا يخلف ميعاد الزهد زاهد ولا لفسق فاسق قال الواسطى فى قوله ان الله لا يخلق المعياد قال في انزال كل واحدد ما كان من الاعواض وايصال الخواص الى محل الخاص من اللقاء والقرب.